الصنّاع العرب

الدَيودات (الوصلات الثنائية) (diodes)

مقدمة

بعد أن انتهيت من دراسة المكونات البسيطة الغير فعالة -المقاومات (resistors) والمكثفات (capacitors) والمستحثات (inductors) – حان الوقت لكي تتقدم إلى عالم أشباه الموصلات (semiconductors) الرائع. وأحد أكثر مكونات أشباه الموصلات استخداماً هو الدَيود (diode).

في هذا الدرس سوف نتعرف على:

• ما هو الديود؟
• نظرية عمل الديود
• خصائص الديود
• الأنواع المختلفة للديود
• ماذا يشبه الديود
• نماذج لتطبيقات الديود

هام للقراءة

بعض المفاهيم والمصطلحات الواردة بهذا الدرس مبنية على معرفة مسبقة بالإلكترونيات. قبل الخوض في هذا الدرس لا بد من قراءة (على الأقل تصفح) الدروس التالية:

 الديود المثالي (ideal diode)

تعتبر الوظيفة الأساسية للديود المثالي هي التحكم في اتجاه سريان التيار، فالتيار الساري خلال الديود يمكنه السريان في اتجاه واحد فقط يدعى الاتجاه الأمامي (forward direction)، ولا يسمح الديود بمرور أي تيار في الاتجاه العكسي (reverse direction)، فهو يشبه في عمله صمام إلكتروني أحادي الاتجاه.
إذا كان الجهد المار خلال الديود سالباً لا يسري أي تيار، ويصبح الديود المثالي مثل دائرة مفتوحة (open circuit). في هذه الحالة يطلق على الديود أنه مغلق (off) أو في حالة الانحياز عكسي (reverse biased).
أما إذا كان الجهد المار خلال الديود موجباً فعندها يقوم بتوصيل التيار. في هذه الحالة يصبح الديود مثل دائرة قصر (short circuit) (ينعدم فرق الجهد خلاله)، ويقال عن الديود في هذه الحالة بأنه مفتوح (on) أو في حالة انحياز أمامي (forward biased).

العلاقة بين التيار والجهد للديود المثالي، أي جهد سالب لا ينتج عنه تيار (مثل دائرة مفتوحة)، أما لو كان الجهد موجباً يعمل الديود كأنه دائرة ق صر.

خصائص الديود المثالي
متوقف (انحياز عكسي) يعمل (انحياز أمامي) وضع التشغيل
I=0 I>0 التيار
V<0 V=0 الجهد
دائرة مفتوحة دائرة قصر يعمل مثل

رمز الديود في الدوائر الإلكترونية

كل ديود له طرفان (terminals) (نقاط التوصيل على جانبي المُكوّن)، وهذان الطرفان مستقطبان (polarized)، أي أن أحدهما موجب والآخر سالب، ومن الضروري عدم الخلط بينهما. يسمى الطرف الموجب المصعد (anode)، أما الطرف السالب فيسمى المهبط (cathode). يمكن للتيار أن يسري من المصعد إلى المهبط، ولا يسري في الاتجاه المعاكس.
يرمز للديود في الدوائر الإلكترونية بمثلث في مقدمته خط. وكما سنرى لاحقاً في هذا الدرس توجد العديد من أنواع الديودات، ولكن غالباً ما تشبه رموزها بالدوائر الإلكترونية هذا الرمز:

الطرف الداخل إلى الحافة المستوية من المثلث يمثل المصعد، ويسري التيار في الاتجاه الذي يشير إليه المثلث، ولا يمكنه السريان في الاتجاه الآخر.

في الأعلى نجد مثالين لدوائر ديودات مبسطة، على اليسار الديود D1 في حالة انحياز أمامي ويسمح بمرور التيار في الدائرة (مشابه لدائرة قصر). على اليمين الديود D2 في حالة انحياز عكسي وبالتالي لا يسري التيار خلال الدائرة (مشابه لدائرة مفتوحة).


لسوء الحظ لا يوجد ما يعرف بالديود المثالي في الواقع، ولكن هناك ديود حقيقي (real diode) وهو بالطبع يشبه الديود المثالي، إلا أن هناك بعض الخواص المختلفة التي تجعله مختلف عن الديود المثالي.

خواص الديود الحقيقي

في الحالة المثالية تمنع الديودات أي تيار من المرور في الاتجاه العكسي، وتعمل مثل دائرة قصر في حالة التوصيل الأمامي. لسوء الحظ يختلف سلوك الديود الحقيقي عند الديود المثالي، فالديود الحقيقي يستهلك بعض الطاقة أثناء توصيل التيار (انحياز أمامي)، ولا يمنع مرور التيار بالكامل في الاتجاه المعاكس (انحياز عكسي). الديودات الحقيقية أكثر تعقيداً من الديود المثالي، ولكل منها خصائص فريدة توضح طريقة عملها.

العلاقة بين التيار (current) والجهد (voltage)

تعتبر العلاقة بين التيار والجهد أهم خصائص الديود، فعن طريق ذلك يمكن معرفة التيار الساري خلال الديود بدلالة فرق الجهد خلاله. المقاومات –على سبيل المثال- لها علاقة خطية (linear) بسيطة بين الجهد والتيار متمثلة في قانون أوم (Ohm’s Law)، لكن منحنى العلاقة بين الجهد والتيار الخاص بالديود غير خطي (non-linear) على الإطلاق، وهو يشبه التالي:

العلاقة بين الجهد والتيار للديود. لتوضيح بعض النقاط الهامة على الرسم فإن مقياس الرسم في الجانب الموجب مختلف عنه في الجانب السالب.

اعتماداً على الجهد المطبق عبر الديود يعمل الديود تحت حالة من الثلاث حالات الآتية:
1. انحياز أمامي: عندما يكون الجهد الطبق عبر الديود موجباً يكون مفتوح (on) ويسري التيار خلاله، ويجب أن يكون فرق الجهد أكبر من الجهد الأمامي الخاص بالديود (VFF) حتى يسري التيار بشكل ملحوظ.

2. انحياز عكسي: في هذه الحالة يكون الديود متوقف (off)، ويحدث عندما يكون الجهد أقل من الجهد الأمامي (VF) ولكن أكبر من جهد الانهيار (VBR). في هذه الحالة يتم منع سريان التيار ويكون الديود مغلقاً. في الواقع لا يتم منع سريان التيار تماماً بل تسري كمية ضئيلة جداً من التيار (تقدر ببضعة نانومترات من الأمبير) في الاتجاه العكسي، يطلق على هذا التيار اسم “تيار التشبع العكسي” (reverse saturation current).

3. الانهيار: عندما يكون الجهد المطبق خلال الديود كبير جداً وسالب يسري الكثير من التيار في الاتجاه العكسي (من المهبط إلى المصعد).

الجهد الأمامي

لكي يتم تشغيل الديود وتوصيل التيار في الاتجاه الأمامي يتطلب الديود كمية معينة من الجهد الموجب يتم تطبيقها بين طرفيه. أقل قيمة لذلك الجهد المطلوب لكي يسري التيار خلال الديود يطلق عليها الجهد الأمامي (VF) (forward voltage)، ويمكن كذلك تسميته جهد التشغيل (on-voltage) أو جهد القطع (cut-in voltage).
من منحنى الجهد-التيار نجد أن التيار الساري خلال الديود وفرق الجهد بين طرفيه مرتبطان ببعضهما، فزيادة التيار تعني زيادة الجهد، ونقص الجهد يعني نقص التيار. بعد أن يتجاوز الجهد معدل الجهد الأمامي تحدث زيادة كبيرة في التيار عند زيادة الجهد بدرجة صغيرة جداً. إذا كان الديود مُوصلاً بالكامل فيمكن الافتراض بأن فرق الجهد بين طرفيه يساوي معدل الجهد الأمامي.

يمكن استخدام ملتيميتر لقياس فرق الجهد الأمامي عبر الديود.

يعتمد الجهد الأمامي (VF) الخاص بالديود على المادة التي يُصنع منها. على سبيل المثال يكون الجهد الأمامي للديود المصنوع من السيليكون بين 0.6V إلى 1V، بينما الديود المصنوع من الجرمانيوم يكون جهده الأمامي أقل من ذلك (في حدود 0.3V). كذلك يلعب نوع الديود دوراً هاماً في تحديد الجهد الأمامي؛ فالديود الباعث للضوء (light-emitting diode) (LED) يكون له جهد أمامي (VF) كبير، بينما ديودات شوتكي (Schottky diodes) يتم تصميمها ليكون لها جهد أمامي أقل بكثير من المعتاد.

جهد الانهيار (Breakdown Voltage)

إذا تم تطبيق جهد سالب كبير بدرجة كافية بين طرفي الديود فإن الديود يسمح بمرور التيار في الاتجاه العكسي. هذا الجهد السالب عالي القيمة يُطلق عليه جهد الانهيار. بعض الديودات يتم تصميمها خصيصاً للعمل في منطقة (ظروف) جهد الانهيار، ولكن معظم الديودات القياسية ليس من الجيد لها أن يتم تعريضها لجهد سالب مرتفع (تتلف).
جهد الانهيار لمعظم الديودات القياسية يقع في مدى من -50V إلى -100V أو أكبر من ذلك.

أوراق بيانات الديودات (Diodes Datasheet)

كل الخصائص التي أسلفناها سابقاً لا بد أن يتم تضمينها بالتفصيل في ورقة البيانات الخاصة بكل ديود. على سبيل المثال ورقة البيانات التالية خاصة بديود من النوع (1N4148) ومُدوّن فيها أقصى جهد أمامي (1V)، وجهد الانهيار (100V)، والعديد من المعلومات الأخرى.

يمكن أن تحتوي ورقة البيانات أيضاً على رسم بياني (graph) يوضح العلاقة المألوفة بين الجهد والتيار لمعرفة سلوك الديود بشكل أكثر تفصيلاً. هذا الرسم البياني من ورقة بيانات الديود يركز على منطقة الانحياز الأمامي لمنحنى الجهد-التيار. لاحظ أن زيادة التيار تتطلب زيادة الجهد:

يوضح الرسم أيضاً خاصية هامة للديود – أقصى تيار أمامي (maximum forward current). كأي مكون إلكتروني آخر، يمكن للديودات أن تستنفذ كمية محددة من القدرة الكهربية قبل أن تتلف. جميع الديودات يجب أن تحتوي ورقة البيانات الخاصة بها على أقصى تيار، أقصى جهد عكسي، وأقصى استنفاذ للقدرة يمكن أن تتحمله. إذا تم تعريض الديود لجهد أو تيار أعلى مما يستطيع تحمله تنتج حرارة كبيرة (ومن الممكن أن ينصهر أو يحترق).
بعض الديودات يتم تصنيعها لتتحمل تيارات عالية (1أمبير أو أكثر)، بينما الديودات الأخرى (مثل 1N4148 الموجود في الأعلى) مُصنعة للتحمل تيار في حدود 200 ملي أمبير.


ديود 1N4148 هو مجرد مثال صغير على الأنواع المختلفة الموجودة من الديودات. في الجزء القادم سنعرض مجموعة مذهلة من الديودات المختلفة وغرض ووظيفة كل منها.

أنواع الديودات
الديودات القياسية

تعتبر ديودات الإشارة (signal diodes) القياسية أحد أكثر أعضاء عائلة الديودات شيوعاً وانتشاراً. في المتوسط يكون لها مدى فرق جهد أمامي متوسط، بينما يكون أقصى معدل للتيار (maximum current rating) منخفض. أحد أكثر الديودات انتشاراً من هذا النوع هو الديود 1N4148. ومن أهم خواصه فرق الجهد الأمامي النموذجي قيمته 0.72V، وأقصى معدل تيار أمامي 300mA.

ديود إشارة صغير من النوع 1N4148. لاحظ وجود حلقة دائرية سوداء حول الديود لتحديد الطرف الذي يمثل المهبط.

يعتبر المُقوم (rectifier) أو ديود القدرة (power diode) ديوداً قياسياً ولكنه يتميز بمعدل أقصى تيار (maximum current rating) أعلى من الطبيعي، وغالباً ما يرتبط ذلك مع جهد أمامي أعلى أيضاً. لنأخذ ديود 1N4001 كمثال، نجد أن معدل التيار 1A والجهد الأمامي 1.1V.

ديود 1N4001 (مثبت عبر الثقوب)، لاحظ وجود حلقة دائرية رمادية لتحديد الطرف الذي يمثل المهبط.

ملحوظة: الديودات تشبه المقاومات في وجود طريقتين للتثبيت إما أن يتم تثبيتها عبر الثقوب (through hole) واختصارها (PTH)، أو أن تكون سطحية (surface-mount) وتختصر (SMD).
بطبيعة الحال نجد أن معظم الديودات من النوع السطحي وتأتي بأشكل وأحجام مختلفة. لاحظ أن كل ديود توجد عليه إشارة (حتى لو صغيرة) تحدد الطرف الذي يمثل المهبط.

الديود الباعث للضوء (Light-Emitting Diode) (LED)

تعتبر الديودات الباعثة للضوء أكثر أنواع الديودات جاذبية، هذه الديودات تضيء فعلياً عندما يتم تطبيق جهد موجب بين طرفيها.

مجموعة من الديودات الباعثة للضوء (يتم تثبيتها عبر الثقوب) بألوان وأحجام مختلفة.

مثل الديودات القياسية، تسمح الديودات الباعثة للضوء بمرور التيار في اتجاه واحد فقط، وهي أيضاً لها معدل جهد أمامي يمثل الجهد اللازم لجعلها تضيء. في الغالب يكون معدل الجهد الأمامي (VF) للديود الباعث للضوء أكبر من نظرائه من الديودات القياسية (بين 1.2V إلى 3V) وهو يتوقف على اللون الذي يبعثه الديود. على سبيل المثال نجد الجهد الأمامي للديود الأزرق شديد الإضاءة حوالي 3.3V، بينما الديود الأحمر شديد الإضاءة من نفس الحجم يكون جهدة الأمامي حوالي 2.2V.
بالتأكيد ستقابل الكثير من الديودات الباعثة للضوء في تطبيقات الإضاءة. إنها مبهجة وجميلة! والأكثر من ذلك أنها منتشرة بشكل كبير بسبب كفاءتها العالية؛ فهي تستخدم في إضاءة الشوارع، شاشات العرض، الإضاءة الخلفية وغيرها الكثير والكثير. توجد أيضاً ديودات باعثة للضوء تشع ضوء غير مرئي للعين البشرية (مثل الديودات الباعثة للأشعة تحت الحمراء) التي تمثل أساس معظم أجهزة التحكم عن بعد. أحد الاستخدامات الأخرى الشائعة للديودات الباعثة للضوء هو العزل الكهروضوئي (optically isolating) لدائرة عالية الجهد (خطرة) عن دائرة ذات جهد منخفض. تتكون العوازل الكهروضوئية (opto-isolators) من ديود باعث للأشعة تحت الحمراء مع حساس ضوئي (photo sensor)، يسمح هذا الحساس الضوئي بمرور التيار عندما يسقط عليه الضوء الصادر من الديود الباعث للضوء. في الأسفل نجد مثالاً لدائرة عازل كهروضوئي، لاحظ أن الرمز التوضيحي للديود الباعث للضوء يختلف عن رمز الديود القياسي، حيث نجد زوجاً من الأسهم يمتدان خارج رمز الديود.

ديود شوتكي (Schottky Diode)

يوجد أيضاً ديود شوتكي، وهو أحد الديودات الشائعة جداً. في ديود شوتكي يكون تركيب شبه الموصل مختلف إلى حد ما عن تركيب الديود القياسي، وينتج عن ذلك وجود جهد أمامي أقل (عادة يكون بين 0.15V إلى 0.45V)، وكذلك يكون له جهد انهيار مرتفع للغاية.
لديود شوتكي فائدة كبيرة خصوصاً في تقليل الفقد في الطاقة، حيث يتم الحفاظ على معظم الجهد. كما أن له رمز فريد في الدوائر الإلكترونية، حيث يوجد انحناءان عن نهايته في الخط الممثل للمهبط.

ديودات زينر (Zener Diodes)

ديود زينر هو أكثر أنواع الديودات غرابة وتميز، فغالباً ما يتم استخدامه بغرض توصيل التيار العكسي. يتم تصميم ديودات زينر بحيث يكون لها جهد انهيار محدد بشكل دقيق يطلق عليه جهد انهيار زينر (Zener breakdown)، أو جهد زينر (Zener voltage). عندما يسري تيار كبير خلال ديود زينر في الاتجاه العكسي، يكون فرق الجهد خلاله ثابتاً عند قيمة تساوي جهد الانهيار.
بفضل خاصية جهد الانهيار التي تتميز بها ديودات زينر يتم استخدامها بشكل كبير لإنتاج جهد ثابت مساوي لجهد زينر الخاص بها (جهد الانهيار). ويمكن استخدامها كمنظم للجهد (voltage regulator) للأحمال الصغيرة، ولكنها ليست مصنوعة لتنظيم التيارات ذات الأحمال الكبيرة (تستهلك كمية كبيرة من التيار).
ديودات زينر مميزة بشكل كافي لكي يكون لها رمز مميز خاص بها في الدوائر الإلكترونية، يتميز رمز ديود زينر بوجود خطين مائلين عند نهايته من جهة المهبط، ويمكن كذلك أن يتم كتابة جهد زينر بجوار الرمز. على السبيل المثال الدائرة التالية تحتوي على ديود زينر 3.3V وظيفته إنتاج جهد ثابت بقيمة 3.3V.

الديود الضوئي

يتم بناء الديودات الضوئية بشكل خاص يسمح باستقبال الطاقة القادمة من فوتونات الضوء (photons) (راجع الفيزياء الكمية) وتحويلها إلى تيار كهربي. أي أنها تعمل بطريقة معاكسة لطريقة عمل الديودات الباعثة للضوء.

ديود ضوئي BPW34 (الجزء الصغير الموضوع على العملة)، إذا تم تعريضه لضوء الشمس نحصل على قدرة كهربية ضئيلة (تقاس بالميكرو وات).

الخلايا الشمسية (Solar Cells) هي أحد أهم استخدامات تقنية الديودات الضوئية، وكذلك يمكن استخدامها لملاحظة الضوء أو حتى في التواصل البصري.

تطبيقات الديود

بالرغم من كونها مكونات صغيرة وبسيطة إلا أن لها استخدامات كثيرة ومتنوعة. ففي أي دائرة إلكترونية تجد ديود من نوع ما. يمكن استخدام الديودات في أي شيء بدءاً من ديودات الإشارة الصغيرة المستخدمة في المنطق الرقمي (digital logic) إلى دوائر تحويل جهد العالي. دعونا نستكشف بعض هذه التطبيقات.

المُقومات (Rectifiers)

المُقوم هو عبارة عن دائرة تقوم بتحويل التيار المتردد (alternating current (AC)) إلى تيار مستمر (direct current (DC)). عملية التحويل هذه ضرورية للغاية لجميع أنواع الأجهزة الإلكترونية المنزلية، فالتيار الآتي من مخرج الكهرباء بالمنزل يكون تيار متردد، ولكن معظم الحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى تعمل بواسطة التيار المستمر.
التيار في دوائر التيار المتردد يتغير باستمرار وبشكل سريع في الاتجاهيين الموجب والسالب، بينما التيار في دوائر التيار المستمر يسري في اتجاه واحد. لذلك لكي تحول التيار المتردد إلى تيار مستمر تحتاج فقط للتأكد من عدم سريان التيار في الاتجاه السالب، وهذه هي وظيفة الديودات.
يُصنع مقوم النصف موجة (half-wave rectifier) باستخدام ديود مفرد، فإذا تم إرسال تيار متردد (يشبه موجة جيبية) عبر الديود فإنه يقوم باقتطاع المركبات السالبة من التيار والإبقاء على المركبات الموجبة فقط.

الشكل الموجي للدخل (أحمر-جهة اليسار) والخرج (أزرق-جهة اليسار) قبل وبعد المرور خلال دائرة مقوم النصف موجة (بالمنتصف)

مقوم موجة كاملة جسري (full-wave bridge rectifier) يحتوي على أربعة ديودات لتحويل التحدبات السالبة في التيار المتردد إلى تحدبات موجبة كما بالشكل التالي:

دائرة مقوم جسري (بالمنتصف)، والشكل الموجي للخرج الناتج عن الدائرة (أزرق-جهة اليمين)

تعتبر هذه الدوائر مكونات هامة للغاية في مزودات الطاقة التي تقوم بتحويل التيار المتردد إلى تيار مستمر، والتي تقوم بتحويل الجهد المتردد الآتي من مأخذ الحائط (120أو240 فولت) إلى جهد مستمر (3.3 أو5 أو12 فولت أو غير ذلك). إذا قمت بفك شاحن أحد الأجهزة الإلكترونية فستجد مجموعة من الديودات بداخله وظيفتها تقويم التيار.

هل يمكنك تحديد الأربعة ديودات المكونة لمقوم القنطرة بداخل الشاحن؟

الحماية من التيار العكسي (Reverse Current Protection)

هل قمت من قبل بتثبيت البطارية بشكل خاطئ؟ أو قمت بإبدال سلكي الكهرباء الأحمر والأسود؟ إذا قمت بذلك فعليك توجيه الشكر للديودات على بقاء تلك الدوائر تعمل حتى الآن. يسمى الديود الموضوع على التوالي مع الجانب الموجب لمزود الطاقة (power supply) بديود الحماية من التيار العكسي. يقوم ذلك الديود بضمان سريان التيار في الاتجاه الموجب فقط، وأن مزود الطاقة يزود الدائرة بجهد موجب فقط.

هذا التطبيق مفيد للغاية في حالة أن وصلات مزود الطاقة غير مستقطبة، مما يمنع حدوث أي مشكلة في حالة حدوث خطأ وتوصيل طرف السالب لمزود الطاقة بالطرف الموجب من دائرة الدخل.
العيب الوحيد في ديود الحماية من التيار العكسي هو أنه ينتج بعض الفقد في الجهد بسبب فرق الجهد الأمامي، لهذا السبب فإن ديودات شوتكي (ذات الجهد الأمامي المنخفض) هي خيار مثالي للحماية من التيار العكسي.

البوابات المنطقية (Logic Gates)

يمكن صناعة البوابات المنطقية البسيطة (مثل بوابتي AND و OR) باستخدام الديودات.
على سبيل المثال يمكن بناء بوابة OR ذات طرفي دخل بواسطة ديودين يشترك مهبط كل منهما في نفس النقطة، وكذلك يكون خرج الدائرة المنطقية عند تلك النقطة. فإذا كان أي من المدخلات (أو كلاهما) 1 (high/5V) يكون الخرج أيضاً 1. أما إذا كان كلا من المدخلات 0 (low/0V) فعندها يكون الخرج أيضاً 0 (low).

يمكن أيضاً بناء بوابة AND بطريقة مماثلة. يتم توصيل مصعدي كلا من الديودين معاً، حيث يتم تحديد خرج الدائرة. يجب أن كلا المدخلين 1 لكي يسري التيار خلال منفذ الخرج وتصبح قيمة الخرج 1. أما لو كان أحد الدخلين (أو كلاهما) 0 تكون قيمة الخرج 0.

يمكن زيادة عدد مدخلات البوابات المنطقية بسهولة عن طريق إضافة ديود أو أكثر.

ديودات فلاي باك (الديودات المثبتة) (Flyback Diodes) وقمع ارتفاع الجهد (Voltage spike suppression)

عادة ما يتم استخدام الديودات لتقليل خطر تلف الدوائر من أي ارتفاع مفاجئ للجهد. ديود قمع التيار العابر (Transient-voltage-suppression) (TVS) هو عبارة عن نوع خاص من الديودات يشبه ديود زينر (جهد انهياره منخفض وغالباً بحدود 20V) ولكن بمعدل قدرة كبير للغاية (يقاس بالكيلو وات). يتم تصميم تلك الديودات خصيصاً لاستيعاب الطاقة عندما يتجاوز الجهد جهد الانهيار الخاص بهم.
ديودات فلاي باك (الديودات المثبتة) تقوم بوظيفة مشابهة في قمع ارتفاعات الجهد، خاصة الارتفاعات التي يسببها أحد المكونات الحثية (inductive component) مثل المحرك (motor). عندما يسري التيار خلال مستحث (inductor) فإنه يتغير بشكل مفاجئ وينتج عنه ارتفاع في الجهد (من الممكن أن يكون ارتفاع كبير سالب في الجهد). لذلك يتم وضع ديود فلاي باك بين طرفي الحمل (المكون) الحثي لكي يشكل مساراً آمناً لتفريغ الجهد السالب (في الواقع يدور بشكل متكرر عبر المكون الحثي والديود حتى يتلاشى تدريجياً).

المصادر والمضي قدماً

الآن أصبحت على قدر جيد من المعرفة بالديودات، ربما تود استكشاف المزيد عن أشباه الموصلات (ملاحظة: معظم هذه الدروس غير موجودة الآن وسيتم نشرها تباعاً على الموقع بإذن الله):
• الترانزستورات (Transistors)
الديودات الباعثة للضوء (LEDs)
• أو تعرف المزيد عن الدوائر المدمجة مثل:
o موقتات 555 (555 Timers)
o المضخمات العملياتية (Operational Amplifiers)
o مسجلات الإزاحة (Shift Registers)
أو استكشف المزيد من المكونات الإلكترونية الشائعة الأخرى
المقاومات (Resistors)
المكثفات (Capacitors)
• ملفات الحث (Inductors)
• منظمات الجهد (Voltage Regulators)

تمّت ترجمة هذه المادّة من موقع sparkfun تحت تصريح كرييتف كومّونز 3 (Creative Commons 3.0)

عبدالله خيري

4 تعليقات

اترك رداً على Samy Elmiligy إلغاء الرد

تابعنا